رحلة غريب (الجزء 4)

رحلة غريب

الفصل الأول (4) 

لم يحبّذ غريب معرفة ما سيحدث إذا نظر للخلف فمُؤكد هذا التصرف لن تحمد عقباه وفضّل القبول بالشرط كما هو دون تفسير ...

وهكذا يبدأ غريب رحلة الوصول إلى الحقيقة باتجاه الجبل حيث سيجد هناك ما يخلّصه من هذا الضياع .

وبالفعل بدأ السير نحو الجبل فهو على أتم الإستعداد لأي مخاطرة في سبيل معرفة حقيقته ..وفي طريقه إلى هناك أحسّ بإرتفاع طفيف في الحرارة فآثر الجلوس قليلا لعلّ حرارته تنخفض ..و فجأة أحسّ بضعف بالرؤية وتسارع في ضربات القلب وأُصيب بالدوار حتى فقد الوعي ... و سقط على ظهره فاصطدم رأسه بصخرة كبيرة كانت بالجوار ..واستمرت حالة الاغماء هذه ليلة كاملة واستيقظ صباحا وكأن شيئا لم يحدث .. واستمر بالمسير ليصل إلى هدفه ..وهو قمة ذاك الجبل حيث سيتّضح له كل ما غاب عن ذهنه خلال الأيام الأخيرة ...

يفكر :

-         يبدو أنني قد أطلت النوم الليلة السابقة .. فأنا متيقظ جداً هذا الصباح .. وأشعر بالتفاؤل يبدو أن مشكلتي ستحل قريبا هذا ما أشعر به .. وبدأ بالسير نحو الجبل .

يبدو أنه أبعد مما قد توقّع أو أنّ هذا العنكبوت قد تلاعب بالكلام معه فبدأ الشك يقتله : 

-أيُعقَل أن لا يكون هناك جبل!وأنّ كلّ ما أنا فيه خداع بصري كتلك الخيول الجميلة ومن الممكن أن يكون العنكبوت بذاته خداعا بصريا أيضاً !فلا أحد يعلم الحقيقة بهذه اللحظة , فأخذ يقول :

-         هل يضيع وقتي هنا؟ و هل خُدِعتُ من قِبَل "السيد الكبير"؟ أعتقد أنّه أراد إبعادي عن ثروتهم الوطنية تلك وأنّ كلّ ما أنا فيه ليس إلاّ خدعة ...

قرر التوقف قليلا للراحة فهو يسير على قدميه منذ الفجر وقد دخل عليه وقت الظهيره وما أن جلس على أحد الصخور حتى تفاجأ بمخلوق لم يشهد اكثر قباحة منه قط؛ له عين واحدة وليس له ملامح أخرى سوى هذه العين التي تبدأ من منتصف الوجه إلى أسفله وهناك ثلاث شعرات وحيدات تائهات على رأسه وكان ضخم الجسد له ذراعا واحدة وخمس أرجل كبيرة مفلطحة كان يبدو كأخطبوطٍ قبيح المنظر معزولاً عن الآخرين .. وقف غريب على قدميه  واتسعت حدقتي عينيه مندهشاً لما يراه خائفا لما سيحدث له وبدأت دقات قلبه تزداد كلّما اقترب منه فبدأ يحاول تحريك رجليه ليعدو مبتعدا عن هذا المخلوق ذو العين الواحدة لكنه لم يستطع .. تسًمّر في مكانه وكأنه إنسانا فرعونياً محنطاً في أحد المتاحف وبدأ بالصراخ .... 

يتبع ...