الصديق كورونا

الصديق كورونا

الصّديق كورونا 

مرحبا , هل عرفتموني ؟ أنا صديقكم . لماذا تعجبتم؟! نعم أنا كذلك وأنا أحبكم كثيراً , وخاصة من يرحبون بي يومياً.
مؤكد أصبحتم على دراية بمظهري العام , والذي لم يعرفني منكم فأنا فيروس كورونا من أهم الفيروسات التاجية وأُعد حيواني المنشأ أي أنني أنتقل بين الإنسان والحيوان وقد تفشيت أولاً في الصين فلدي العديد من الأحباب هناك ومن رحبوا بي أحرّ ترحيب بإنعدام النظافة وتناول كل ما هب ودب , لقد كانت أيامًا جميلة هناك ولكن فيما بعد بدأت بالانتشار إلى ما يزيد على 145 دولة في مختلف مناطق العالم وتسببت في وفاة العديد من البشر , يا لفرحتي فقد أنجزت مهمتي بأسرع وقت ممكن وبأقل مجهود لقد ساعدني العديد من البشر على ذلك وأنا ممنون لكل يد ساهمت في انتشاري ! 
أتريدون معرفة كيفية انتشاري بهذه السرعة ؟ سأخبركم بكل شيء الآن :
الكثير منكم لا يغسل يديه قبل تناول الطعام وبعده أو حتى بعد خروجه من دورة المياه وهذه السلوكيات محببة لدي أنا وعائلتي فأرجوكم استمروا بذلك فإّنه يسعدنا كثيراً ,وهناك أيضاً أشخاص تأكدوا من إصابتهم بي  فكانوا ينشرون رذاذ عطاسهم هنا وهناك قاصدين إصابة غيرهم على سبيل المزاح أو على سبيل الجد في أوقات عدة وطبعا فأنا أُحب هؤلاء الأشخاص فهم يرحبون بي ويهيئون لي سُبلاً مجانية للدخول والحياة  فما أكرمهم ! وحتى أنني أعشق من يجهل المعلومات المهمة ولا يثقف نفسه فتراه مقترباً من أشخاص آخرين بحسن نية منه ويعرف مسبقاً بأنهم مصابين بالمرض ,أيحق لي أن أحب هؤلاء الجهلة أم لا ؟ أخبروني ما رأيكم ؟ولا أنسى أبداً من لا يطهو طعامه جيداً هو يعلم أنني أحب الطعام غير المطهو فهو المفضّل لدي . 
وأنا الآن أنتشر بسرعة فائقة فيتم الإبلاغ يومياً عن مئات الحالات لأشخاص مصابين بي في شتى أنحاء العالم وحتى أنّ الوكالات الصحية قد عجزت عن تحديد عدد الحالات يبدو أنّ ذكائي وعبقريتي قد فاقت قدراتكم أيها البشر ! فما رأيكم بي الآن ؟ ألست رائعا! 
والآن سأخبركم بإحدى مغامراتي اليومية , في يوم من الأيام كنت مرتاحاً في جسد أحدهم وقد كان بائعاً للمواد الغذائية حتى لامس شخصا آخر عندها أحسست بالفضول والحيرة  لمعرفة ماذا يوجد بذلك الجسد  وتعاظمت لدي روح المغامرة فكم أحب أن اجرب العيش في أجساد مختلفة , عندها خرجت من جسد البائع واتجهت نحو الجسد الاخر والذي كان جنسه أنثى نعم لقد كانت فتاة وهذا ما زاد شوقي لمعرفة كيف ستكون مقاومتها لي فعشت بداخلها بضع أيام حتى بدأت أعراض الزكام تظهر عليها وقد كانت أعراضاً خفيفة نوعاً ما فلم تهتم بهذا الشيء فهي تمرض كثيراً في فصل الشتاء فاستمرت بالعيش كما اعتادت وتناولت بعضًا من اقراص الدواء والشراب الذي اعتادت على شربه عند اصابتها بنزلة برد خفيفة وقد أُصيبت بسيلان الأنف وصداع الرأس والسعال والتهاب الحلق وحتى أنّها بعد فترة أُصيبت بالحمى , أنا لم أذكر لكم بأنها كانت مصابة بالقلب وهي لم تدرك خطورة ذلك فتجاهلت الأمر وكأنه مرض خفيف تُصاب به موسمياً حتى أُصيبت بالألتهاب الرئوي  وقد صَعُب عليهم التخلص مني وانتهت حياتها بهذه البساطة . وقد سُجّلت هذه الحادثة في سِجل انجازاتي  وقد كنت سعيداً بذلك .
فكما تعلمون فالأشخاص المرضى بالقلب والرئة والناس الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والرضع وكبار السن قد أُسبب لهم التهابات في  الجهاز التنفسي ومنها التهاب الرئة.
يا لبراعتي كم أنا فخور بنفسي! 
وأخيراً فأنا مثلكم تمامًا هناك من أحبهم وهناك من أبغضهم , وقد تعرفتم الى أحبائي والآن سأخبركم بمن لا أُطيق العيش معهم , 
منهم أشخاص يغسلون أيديهم بالماء والصابون  بشكل مستمر ويتجنبون لمس وجوههم أو عيونهم بعد لمس ممتلكاتهم أو الأشياء حولهم وأكره كثيراً من يلتزم الجلوس بالمنزل في حالة شعوره بأعراض المرض حتى ولو كانت أعراضاً خفيفة فأنا أعتبره شخصا ضعيفاً ! 
والآن ما رأيك عزيزي القارئ وبعد قراءتك لهذه المقالة أتعتقد بأنك صديقي أم عدوي؟ 
كُن صريحاً !

تعليقات

المشاركات الشائعة